منتدي منشأة عباس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اللعب بالناشئين سياسيا

اذهب الى الأسفل

اللعب بالناشئين سياسيا Empty اللعب بالناشئين سياسيا

مُساهمة  EgyptEgyel الثلاثاء أغسطس 11, 2009 5:22 pm

قيل لي : هل هذا هو الشباب الذي بشرتم به ورحبتم بدخوله السياسة وراهنتم علي أنه سوف يحدث فارقاً ويغير أمراً واقعاً ويرجع الغايب ويعدل المايل؟

كان يقصد شباب 6 أبريل وشباب حزبي الغد والجبهة، فقد انتشرت في الشهور الأخيرة حالة انقسام وانشقاق بين كتل هؤلاء الشباب والمشكلة أنهم أداروا خلافاتهم بأكبر قدر ممكن من النزق والطفولية وأقل قدر وارد من الالتزام الأخلاقي والإنساني، والحقيقة أن هؤلاء الشباب تصرفوا بما يمليه عليهم واقعهم وتفرضه عليهم تربيتهم السياسية؛ حيث يمكن القول بمنتهي البساطة إنهم لم يتلقوا أي نوع من التربية السياسية ولا الإنضاج السياسي والفكري، مما جعل انفعالاتهم فطرية وخناقاتهم فيها من خناقات شلل المدارس والنوادي أكثر من خلافات سياسية تقوم علي صراع الأفكار وتنافس وجهات النظر، دعنا نقول إننا الذين أخطأنا وليس هذا الشباب الذي رغم ما أبداه من مراهقة مزعجة ومخجلة فهو نواة أمل ومشروع عمل وطاقة تغيير، فهؤلاء الشباب بلا أساتذة وخرجوا للحياة السياسية وهي في منتهي الفقر والقهر، أمامهم الحزب الوطني الذي يصنع من الشباب صورة دعائية تشبه إعلانات الموبايل والصابون يعلقونها وراء الرئيس أو خلف جمال مبارك، بينما لا يلعب هذا الشباب في الحزب الوطني إلا دور المصفق والماكياج لجمال مبارك ودور من يلقي الأسئلة التافهة والساذجة في مؤتمرات الحزب حتي يتلقوا إجاباتها المحفوظة من الرئيس أو نجل الرئيس، أما أكثر من ذلك فإنهم مجرد كومبارس مستحمي ولابس حلو كأنه بيصور فيديو كليب مع ابن الرئيس، وإذا تأملت شباب الإخوان المسلمين فإن تربيتهم تقوم علي السمع والطاعة وحفظ المقولات والإجابات والاستجابة للأوامر وعدم الانفتاح علي الأفكار المغايرة والمختلفة والاحتشاد في المظاهرات والانتخابات وهم وقود للجماعة، لكن بلا أي دور يلعبونه داخلها، ولا يملكون التأثير في قياداتها ولا تشكيل قرارها السياسي، ولأن معظم مكتب الإرشاد في سن الأجداد فإنهم ينظرون للشباب باعتبارهم أطفالاً في حضانتهم وليسوا مؤهلين للنهوض بحصة في اتخاذ القرار وتأتي انفعالات شباب الإخوان عبر الإنترنت ومواقع الدردشة ولكنها لا تدير معارك مباشرة مع قياداتهم، مما يؤكد أنهم علي الهامش كما شباب الحزب الوطني، الفرق أن شباب الإخوان يؤمن بعقيدة ويضحي من أجلها أما شباب الوطني فيؤمنون بمصلحة ويحاولون الكسب من ورائها!

ثم تأتي إلي باقي الأحزاب فتجدها دار مسنين يحكمها مصابون بخرف الشيخوخة بينما الشباب غائب تماماً وبعيد جداً!

وعندما ظهر مجموعة شباب 6 أبريل بحماسه وخياله الجديد وعندما انضم عدد كبير منهم للغد أو كان منضماً فعلا، وآخرون انتموا لحزب الجبهة فإن الجميع هلل لهم وفرح بهم اعتقاداً أنهم سوف ينقذون البلد من جفاف القيادة ومن شيخوخة السياسة لكن هؤلاء دخلوا السياسة والعمل العام بأمراض مجتمعهم المصري كله ثم أصابتهم عدوي الوباء المصري للسياسة حيث التشتت والتفرق وغياب العمل الجماعي وانهيار المعايير والقيم والتقوقع في حلقات وشلل وتضخم الذات وجنون العظمة وبلاءات الخلافات الشخصية، ولأنهم شباب هذا الزمن فإن خلافاتهم بلا سقف وتعبيرهم عن أنفسهم بلا انضباط وانفعالاتهم بلاضابط، ثم هم جيل اعتبر نفسه قدوة نفسه، واعتقد أنه أستاذ نفسه وهو يري سقوط وتهاوي من اعتقد أنهم أساتذة ورأي من يكذب أو يتكاذب أو يعقد صفقات أو يضرب خصوما أو يفجر الخلافات، فكفر بالجميع وآمن بذاته، ثم إنهم شباب لم يتكون بعد ولم ينضج ولم يتثقف ولا اكتسب خبرات، فضلاً عن كارثة أنهم جميعاً أبناء الإنترنت وهو راح أو جاء عالم افتراضي يقدم شجاعة افتراضية ويشجع علي الانفلات ويغيب عنه التلاقي الإنساني الحقيقي فيدفع للخشونة وللوقاحة التي يظنونها صراحة وحرية، فاختلط كل ذلك حتي تشوَّه المشهد كله.

مشكلة هذا الجيل الموهوب والمتحمس أننا لعبنا به في مباريات دوري الدرجة الأولي وهو لايزال ناشئاً وبلا خبرة، فسلطنا عليه الأضواء فاحترق.. وهذه دائماً مشكلة اللعب بالناشئين!
EgyptEgyel
EgyptEgyel
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 35
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
العمر : 54

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى